خطف الأمير علي بن الحسين نائب ئيس الإتحاد الدولي عن قارة آسيا، ورئيس الإتحادين الأردني وغرب آسيا الأضواء الإعلامية على امتداد الساعات الماضية بعدما فاجأ الكثيرين من صناع كرة القدم في العالم بنبأ عزمه الترشح لمنصب رئيس "الفيفا" كخطوة تحمل من الجراءة والشجاعة الكثير.
ورغم الأضواء التي خطفها الأمير علي لحظة إصداره البيان الرسمي للترشح حيث بات الحديث ينصب على ترشحه وليس عن قرب موعد احتضان أستراليا لبطولة آسيا بدليل تصدر بصوره وخبر ترشحه عناوين الصحف في العالم، إلا أن الأمير علي لا يتطلع إلى كل ذلك، بقدر ما يحمل في قلبه الإيمان الكبير بقدرته على إحداث التغيير المنشود في جمهورية "فيفا" والتي باتت تفتقد ثقة الكثيرين من صناع كرة القدم في العالم في ظل الفساد الواضح الذي عاشته بعهد جوزيف بلاتر، ، بل أن الأمير علي لا يود خوض الإنتخابات ليقف ضد بلاتر فهي ليست معركة شخصية ، وإنما سيخوضها من أجل مستقبل كرة القدم في العالم.
و المعروف أن علي بن الحسين يمتاز دوماً بالحكمة في إتخاذ القرارات ، ومن الصعب أن يتخذ قراراً دون أن يتأنى ويتعمق في دراسته من كافة جوانبه، ولهذا فأن قرار رغبته في الترشح لم يكن سهلاً كما أكد في بيانه الثلاثاء وجاء من بعد تفكير عميق، والتصدي لجوزيف بلاتر هو خدمة يريد أن يقدمها الأمير علي بن الحسين لكل من يعشق كرة القدم صاحبة الشعبية الأولى في العالم.
** الوقت المناسب للترشح
لقد اختار الأمير علي بن الحسين الوقت المناسب لإعلان ترشحه كشخصية تمتلك من الخبرات والمؤهلات والأفكار الطموحة التي ربما تفوق ما يتمتع به بلاتر، فالأمير علي منذ تسلم رئاسة الإتحاد الأردني لكرة القدم في العام "1999" وهو يعمل بهدف التطوير ولعل ما حققه منتخب الأردن في صناعة المستحيل حيث أضحى من المنتخبات التي يشار لها بالبنان على صعيد العالم بعد تأهله للملحق العالمي لتصفيات مونديال البرازيل الماضية، يؤكد مقدار الطموح والعطاء الذي يمتاز به الأمير علي وكيف أنه جعل من منتخب بلاده منتخباً يبعث على الفخر والإعتزاز رغم ضيق الإمكانات.
والأمير علي بن الحسين حمل لواء إحداث التطوير بالتدرج، فهو انطلق بعد التطوير الذي أصاب كرة القدم الأردنية إلى تطوير كرة القدم في منطقة غرب آسيا ، فقام بتأسيس اتحاد غرب آسيا وبعد ذلك بسنوات قام بترشيح نفسه لمنصب نائب رئيس الإتحاد الدولي عن قارة آسيا في انتخابات صعبة ومعقدة الحسابات، لكنه كان بحجم التحدي وأثبت للجميع بأن ترشحه لتلك الإنتخابات لم يكن مغامرة وإنما كان قائماً على دراسة متأنية، وهي انتخابات عادت على الأمير علي بالكثير من الدروس والعبر والفوائد والخبرات التي تخوله للترشح لمنصب رئيس "الفيفا".
والأمير علي ومنذ انتخابه نائبا لرئيس الإتحاد الدولي عن قارة آسيا، كان يمتلك برنامجاً طموحاً سعى لتطبيقه وقد نجح في ذلك وأثبت للجميع بأنه يطبق ما يقول ويترجمه على أرض الواقع وهي نقطة مهمة منحت الأمير علي بن الحسين ثقة الكثيرين من أصحاب صناع القرار في قارة آسيا قاطبة، بل وعمل خلال امتداد السنوات الماضية على فتح آفاق التعاون مع الإتحادات الآسيوية والأوربية في آن واحد مثلما دافع بشراسة وحزم كبيرين عن القضايا العربية المتعلقة بكرة القدم ويتقدمها كرة القدم في فلسطين والعراق واجتهد في دعم الدول الفقيرة التي تعاني من شح الإمكانات بما يخص كرة القدم، فضلاً عن حمله لملف الدفاع عن قضية منح لاعبة كرة القدم المسلمة الحق بإرتداء الحجاب أثناء مزاولة كرة القدم، وليس إنتهاء بالجانب الإنساني الذي يطغى على فكر وشخصية الأمير علي بن الحسين من خلال زيارته المتكررة للأطفال اللاجئين وتوفير بيئه آمنة لهم ليمارسوا كرة القدم وغيرها من المشاهد المتعددة.
كما أن الأمير علي بن الحسين قام بتأسيس مشروع تطوير كرة القدم الآسيوية وهو مشروع لاقى رواجاً كبيراً في قارة آسيا ووجد الإشادة المستمرة من "فيفا" نفسه، فكانت جولات الأمير علي بن الحسين على كافة دول آسيا دائمة ومستمرة ، وكان يحرص على تقديم يد العون لها من خلال مشروع التطوير وما وفره من شركات راعية لبرامجه، لينجح الأمير علي في ترجمة شعارة "نحن آسيا لنأخذ مكاننا" على أرض الواقع.
وتلك الجهود لا بد أن يكون لها مكتسبات عديدة ستعود بالفائدة على الأمير علي بن الحسين وهو يخوض معركة انتخابية لرئاسة جمهورية "فيفا"، ولا بد أن تلقى الخطوة الشجاعة للأمير علي التقدير والتشجيع من الراغبين في إحداث التغيير المنشود، فبلاتر أصبح لقمة سائغة بفم الفساد وهذه أصبحت حقيقة وليس إدعاء، ولعل ميشيل بلاتيني رئيس الإتحاد الأوروبي يعلم ذلك جيداً.
ووفقاً لما سبق نستلخص بأن الأمير علي اختار الوقت المناسب لإعلان ترشحه فهو ترجم برنامجه الإنتخابي لمنصب نائب رئيس الإتحاد الدولي عن قارة آسيا ، وهو وقت يتزامن مع قرب انطلاق أمم آسيا في أستراليا حيث يترأس الأمير علي بعثة النشامى هناك ولا بد من أنه سيعقد الكثير من الإجتماعات مع قادة كرة القدم في آسيا ليطرح رؤيته المقبلة ويستقطب المزيد من الدعم والمؤازرة.
*** بلاتر يشهد على كفاءة الأمير
إعلان الأمير علي بن الحسين للترشح لهذا المنصب، هي تجربة جديدة أحب الأمير علي خوضها بعدما وجد التشجيع من أصدقائه وبعدما استشار الكثيرين من صناع القرار في العالم، فالأمير علي قبل أن يكون رئيساً لإتحاد ما، هو عاشق مندفع لكرة القدم، ويحبُ أن تكون معشوقته دائما ذات وجه جميل، وسيقف بما يحمله من مؤهلات وعلاقات واسعة الوقوف في وجه من يحاول إبعاد كرة القدم عن مسارها الحقيقي.
ويعول الأمير علي بن الحسين في ترشحه لهذا المنصب على علاقاته الواسعة في كل دول العالم، وعلى من لا يرغب بأن يحتفظ بلاتر لدورة جديدة بمنصبه ويعي كوارث احتفاظه بمنصبه، وعلى من لديه القناعة الأكيدة بأن التغيير لن يتحقق إلا بالبحث عن الرجل المناسب الذي يجب أن يكون في المكان المناسب، وبأن الشباب قد يحملون بطموحاتهم وأفكارهم ما لا يدور بفكر الوجوه القديمة التي شبعنا منها إلى حد الملل.
ولقد زار جوزيف بلاتر أكثر من مرة الأردن، وهنا نتذكر حينما قام أحد الصحفيين خلال مؤتمر صحفي عقد بمقر الإتحاد الأردني وجمع بلاتر والأمير على، وسأل بلاتر عن رأيه فيه، فكان جواب بلاتر بأنه يتمنى أن يكون جميع نوابه كالأمير علي الذي يعمل بإخلاص وتفان ويمتلك الأفكار النوعية والجديدة التي تعود بالخير على كرة القدم، وهذا التصريح وحده يكفي ليغلق على بلاتر طريق التشكيك بقدرات الأمير علي بن الحسين لتسلم رئاسة جمهورية "فيفا".
** رسالة الملك.. دافع مهم للأمير
وقام الملك عبدالله الثاني ابن الحسين ملك الأردن ببعث رسالة خاصة إلى الأمير علي وبعد ساعات من صدور خبر الترشح، يحيه على اتخاذ هذا القرار ومبدياً ثقته الكبيرة بعزيمة الأمير علي وقدرته على الوصول لمسعاه، وهي رسالة تشكل دافعاً مهماً للأمير علي للمضي بثقة وأمل لخوض الإنتخابات المقبلة والمقررة في مايو المقبل.