لم يكن تصدر المنتخب الإيطالي لمجموعته في التصفيات المؤهلة لبطولة كأس الأمم الأوروبية لكرة القدم (يورو 2016)، كافيا لوضع الفريق بين أبرز المرشحين للتتويج بالبطولة التي ستقام بفرنسا الصيف المقبل.
واحتفل المنتخب الإيطالي بتأهله رسميا إلى النهائيات قبل الجولة الأخيرة لمباريات المجموعة الثامنة، وذلك عقب فوزه 3 - 1 على مضيفه منتخب أذربيجان السبت الماضي، قبل أن يتغلب 2 - 1 على ضيفه منتخب النرويج في الجولة الأخيرة،.
لينهي مبارياته في المجموعة وهو في الصدارة برصيد 24 نقطة، متفوقا بفارق أربع نقاط على منتخب كرواتيا، صاحب المركز الثاني، فيما جاءت النرويج في المركز الثالث برصيد 19 نقطة، لتخوض مباراتي الملحق الفاصل للصعود.
ومن المقرر أن يتم وضع المنتخب الإيطالي في التصنيف الثاني خلال قرعة النهائيات التي ستقام في 12 كانون أول/ديسمبر المقبل، وهو ما يعني وضعه في مواجهة محتملة خلال مرحلة المجموعات مع أي من منتخبات فرنسا وانجلترا والبرتغال وبلجيكا وألمانيا وإسبانيا، التي ستتواجد في التصنيف الأول.
ويتم تقسيم المنتخبات الـ24 المشاركة في البطولة، إلى ست مجموعات، حيث تضم كل مجموعة أربعة فرق.
وأبدى أنتونيو كونتي مدرب منتخب إيطاليا استياءه من المعايير التي اعتمد عليها الاتحاد الأوروبي للعبة (يويفا) في تصنيفه للمنتخبات المشاركة في المسابقة.
وقال كونتي: "من الصعب للغاية القبول بعدم تواجدنا ضمن منتخبات التصنيف الأول، لقد فزنا في تسع مباريات وتعادلنا في أربعة لقاءات، ولم نخسر سوى في مباراة واحدة خلال آخر 14 مباراة".
أضاف كونتي: "من المخجل أننا تلقينا الخسارة في مباراة ودية (صفر - 1 أمام البرتغال في حزيران/يونيو الماضي)، حيث كان بمقدورنا الحفاظ على سجلنا خاليا من الهزائم".
ولم يتلق المنتخب الإيطالي أي خسارة خلال مبارياته بالتصفيات تحت قيادة كونتي، الذي تولى تدريب الفريق في آب/أغسطس 2014 خلفا للمدرب السابق تشيزاري برانديللي، ليسير على نهج منتخبات النمسا ورومانيا وانجلترا، التي لم تتذوق مرارة الخسارة طوال التصفيات.
ورغم النتائج الجيدة للمنتخب الإيطالي في التصفيات، إلا أن الفريق يعاني من الندرة التهديفية، في ظل عجز لاعبيه عن ترجمة الفرص المتاحة إلى أهداف.
وأهدر المنتخب الإيطالي ثلاث فرص محققة خلال الدقائق الأولى في لقائه مع النرويج، قبل أن يتلقى هدفا من أول محاولة هجومية للنرويج في المباراة.
وواصل الفريق عجزه عن هز الشباك حتى ربع الساعة الأخير، الذي سجل خلاله هدفين عن طريق أليساندرو فلورينزي وجرازيانو بيلي، بعدما اعتمد كونتي على طريقة 4 / 4 / 2 بدلا من 3 / 5 / 2، مستفيدا من سرعة لاعبيه سيباستيان جيوفينكو وأنتونيو كاندريفا.
وقال بيلي، مهاجم ساوثهامبتون الانجليزي، الذي يتميز بطول القامة: "كان يتعين علي استغلال الفرص التي أتيحت لي في بداية اللقاء، ولكنني أشعر بالسعادة على أي حال لأن أداء الفريق يسير نحو الأفضل".
وأضاف بيلي: "ليس لدينا الكثير من الوقت قبل انطلاق البطولة، لذلك ينبغي علينا تحقيق أقصى استفادة من جميع المباريات التي سنخوضها في الفترة المقبلة".
ويخوض منتخب إيطاليا مباراتين وديتين مع منتخبي بلجيكا وبولندا في تشرين ثان/نوفمبر المقبل، حيث يستهدف كونتي من خلالهما التركيز مجددا على زيادة سرعة إيقاع الفريق، والقدرة على إجراء تعديلات في خططه الفنية.
وأكد كونتي: "نحن نسير على الطريق الصحيح، أريد المحافظة على هذا الحماس والشراسة في الأداء، إن نتيجة المباريات تعتمد في المقام الأول على موقفك واتجاهك في أرض الملعب".
وتابع: "ينبغي أن يكون ذلك أحد نقاط القوة لدينا، حتى يكون بمقدورنا التأقلم مع جميع المراحل التي تمر بها المباراة".
وتبدو البراعة التكتيكية في الواقع أفضل أسلحة إيطاليا لتعويض ضعف النزعة الهجومية في الفريق.
واكتفى المنتخب الإيطالي بتسجيل 16 هدفا خلال مبارياته العشر التي خاضها في التصفيات.
ورغم حصول إيطاليا على المركز الثاني في النسخة الأخيرة للبطولة التي أقيمت ببولندا وأوكرانيا، عقب خسارتها صفر - 4 أمام أسبانيا في المباراة النهائية، إلا أن الفريق يتطلع لتحقيق ما هو أبعد من ذلك، معتمدا على سلاح الروح القتالية التي أصبحت بمثابة العلامة التجارية لكونتي حاليا.
ولعبت هذه الروح دورا مهما في تتويج يوفنتوس بلقب الدوري الإيطالي ثلاث مرات متتالية تحت قيادة كونتي، قبل أن يتولى تدريب منتخب إيطاليا.
وتأمل الجماهير الإيطالية في أن تساهم هذه الروح في تتويج إيطاليا بلقب البطولة، التي لم تفز بها سوى مرة واحدة عام 1968.