تألق تشافي هيرنانديز كنجم ساطع في سماء كرة القدم، لا سيّما على مستوى الأندية، حيث تحّول إلى رمز في صفوف برشلونة وجسّد بنجاح سياسة اللاعبين الذين تم تكوينهم وإعدادهم في الأكاديمية الكروية الخاصة بالنادي والتي تحمل اسم "لا ماسيا" والتي حوّلته إلى الفريق الأكثر نجاحاً في القرن الحادي والعشرين.
ساهم تشافي في إحداث ثورة في عالم كرة القدم الدولية، بمساعدته المنتخب الأسباني على حصد لقبه الأول في بطولة كأس العالم لكرة القدم ولقبين لكأس أمم أوروبا، هذا بالإضافة إلى تبني أسلوب كروي لا يُقهر يعتمد على الضغط العالي على الخصم والاستحواذ المستمر على الكرة والتمريرات القصيرة.
وهذا الموسم أنضم لصفوف السد القطري وذلك لنقل خبرته إلى جيل شاب يستقي الإلهام من بطولة كأس العالم لكرة القدم قطر 2022. وللمرة الأولى منذ أن رفع كأس دوري أبطال أوروبا مع البارسا في الصيف المنصرم.
زار تشافي مكاتب اللجنة العليا للمشاريع والإرث وتحدث عن مسيرته الكروية في حوار لموقع اللجنة العليا للمشاريع والأرث يحتوي على العديد من الأسرار الخاصة باللاعب واليكم التفاصيل.
في بلازا ديل بروغريسو في مدينة تيرّاسا. ما هي الذكرى الأولى الحاضرة في ذهنك عن ركل كرة قدم؟
"اللحاق بكرة القدم هو أمر حاضر في أقدم ذكرياتي. كانت لعائلتي ولجدي خلفية كروية. فقد كان والدي لاعب كرة قدم محترف، ومن ثم مدرب، لعب شقيقاي أليكس وأوسكار كرة القدم أيضاً، وفي المنزل كان الجميع يتنفس أجواء كرة القدم، ومنذ تلك المرحلة، بدأت اللحاق بالكرة، واللعب في مدرسة كروية في جابا في تيرّاسا.
كنتُ ألعب في بلازا ديل بروغريسو خلال أوقات الفراغ من المدرسة وفي نهاية الأسبوع، ومن ثم أسس والدي مدرسة لكرة القدم في تيرّاسا وأصبحتُ أذهب إلى هناك مع شقيقاي للعب".
من كان أول مثل أعلى بالنسبة لك عندما كنت طفلاً؟
"في المرة الأولى التي زرتُ ملعب كامب نو كان ذلك لحضور مباراة كأس غامبر مع كل أفراد العائلة.
اصطحبنا والدي وجدي إلى هناك ووقعت في غرام بيرند شوستر(مدرب ريال مدريد في وقت لاحق) ، كان مختلفاً جداً ويتميز بأنه أشقر وقد قلب بعض المعايير في اللعبة. كان يرسل تمريرات طويلة لثلاثين أو أربعين متراً وهو أمر لا نراه كثيراً في عالم كرة القدم، لقد أسرتني طريقة لعبه.
وبعد ذلك، عندما كنت أتدرّب مع برشلونة وأصبحتُ على دراية أكبر بأسلوب اللعب، وأنا في الحادية عشرة أو الثانية عشرة من العمر، طلب مني المدربان جوان فيلا وألبرت بيناغيس، أن أراقب بيب جوارديولا وألاحظ كيف يختار التعامل مع الكرة بلمسة أو لمستين دون توقف. كان بيب وجييرمو بمثابة مرجعيْن لكافة الأجيال الجديدة التي تنضمّ إلى الفريق للمرة الأولى".
يمكن القول إن مصدر إلهامك الأول هو المدرسة الكروية الألمانية؟
"نعم، أظن ذلك، اللاعب الأول الذي راقبته كان ألمانياً، ربما يعود سبب إعجابي بأدائه الكروي وشخصيته إضافة إلى ذلك الشعر الأشقر المميز".
أنت الآن مصدر إلهام جيل جديد من اللاعبين الشبان في قطر والمنطقة، هل تستطيع كرة القدم من أن توحدّنا جميعاً؟
"نعم بالطبع، كرة القدم محبوبة في كل مكان، إنها عالمية، أعتقد أن كرة القدم تروق لمعظم فئات المجتمع في أية دولة حول العالم، إنها قوة موحدة وأداة تجمع الناس سوية في أي بقعة وفي أي مكان في هذا العالم، أما فيما يخص الشباب القطري، فبمجرد وصولي إلى قطر لاحظت بشكل جليّ الاحترام الذي يكنّه الناس لي هنا وعشقهم للعبة كرة القدك، حتى أنهم دائماً ما يطلبون الحصول على توقيعي للذكرى، علاوة على الاحترام الكبير من الذي أجده من قبل الزملاء لي.
وبما أني لعبتُ مع البارسا وفزتُ بالألقاب، فإن الجميع يُذكرني بهذه المباريات؛ نهائي كأس العالم، وكأس الأمم الأوروبية، وحتى دوري أبطال أوروبا، كرة القدم عالمية، والجميع يحبّها. ويتابع الناس هنا الدوري الأسباني عن كثب، ويحبونه كثيراً".
ما هو الانطباع الذي كوّنته حتى الآن عن كرة القدم في قطر؟
"شاهدتُ مباريات لمنتخب تحت 17 سنة والمنتخب الأول، كما راقبت بعض المواهب الفردية، لاحظتُ أن هناك مواهب جيدة، قامت أكاديمية أسباير بعمل عظيم على مدى السنوات الثلاث أو الأربع الماضية، اللاعبون حصلوا على تعليم ممتاز وأفكار ومفاهيم عظيمة، وهو أمرٌ جيد جداً لفهم كرة القدم والخوض في غمارها، وما يتبقى هو صقل هذه المواهب.
أعتقد أنه يمكن لقطر، ورغم عدد سكانها الصغير، أن تمتلك لاعبين محترفين كبار يتمتعون بمواهب ممتازة".
كيف تصف يومك الأول هناك عندما كنت في الحادية عشر من العمر؟
"كنتُ في غاية التوتر، وعندما أعلمني والدي بتوقيع عقد الانضمام إلى برشلونة، شعرتُ بإثارة بالغة وكأني أعدو بسرعة 200 كيلومتر في الساعة لأن جميع أفراد عائلتي من مشجعي البارسا، من تلك النقطة، حاولت التعلم والاستمتاع والاستفادة من كل ما يجري في الأكاديمية وعلى أرض الملعب، كانت مدرسة حياة ومدرسة كرة قدم، تعلمت كل شيء في أكاديمية برشلونة.
إني فخور لكوني سليل برشلونة وبكل ما حققته مع النادي".