مدرب جديد وشكل فني أكثر حداثة ينتظران فريق بروسيا دورتموند قبل انطلاق مباراته الأولى في الدوري الألماني لكرة القدم هذا الموسم أمام بروسيا مونشنغلادباخ، حيث سيتولى توماس توخيل القيادة الفنية للفريق الأصفر خلفا للمدرب صاحب النجاح اللافت يورغن كلوب، كما أن مجموعة من اللاعبين الجدد انضموا للفريق في عملية إحلال وتبديل سعيا وراء العودة إلى درب الإنتصارات.
لم يقدم دورتموند ما هو مطلوب منه في الموسم الماضي، فقد احتل الفريق المركز الأخير بعد انتصاف الموسم، ثم انتفض في النصف الثاني محققا انتصارات عديدة احتل من خلالها المركز السابع بنهاية الموسم.
أحد أهم اللاعبين الذين اختاروا اللعب لأسود الفيستفاليا هذا الموسم هو الألماني الدولي السابق غونزالو كاسترو، الذي انضم للفريق قادما من باير ليفركوزن.
كان قرارا صعبا بالنسبة لكاسترو أن يترك ليفركوزن بعد 16 عاما قضاها خلف أسوار النادي الأحمر الذي انضم له وهو في سن السابعة عشرة وتدرج في فئاته العمرية حتى وصل الفريق الأول العام 2004، ويمكن القول أن ليفركوزن اعتاد على وجود كاسترو في صفوفه، لكن اللاعب أدرك في مرحلة ما أن وقت التغيير حان لخوض تجربة جديدة في مسيرته الكروية.
لعب كاسترو 286 مباراة رسمية مع ليفركوزن كلاعب خط وسط مدافع صاحب نزعة قيادية وقدرات مميزة في وسط الميدان، سجل في مشواره مع الفريق 25 هدفا، والأهم أنه صنع 63 هدفا ما يدل على أن غريزة صناعة اللعب تجري في عروقه.
ومع اعتزال قائد بروسيا دورتموند سيباستيان كيهل نهاية الموسم الماضي، يقف كاسترو كأبرز المرشحين لإنتزاع إحدى البطاقتين الأساسيتين لمركزي لاعب الوسط في صفوف الفريق إلى جانب مجموعة مميزة أصحاب الإمكانيات المتنوعة أمثال إلكاي غوندوغان وشينجي كاغاو وزفن بندر وجوليان فيغل.
صناعة الأهداف وتنفيذ التمريرات الحاسمة هي نقطة قوة كاسترو، فقد كان أفضل صانع أهداف في تشكيلة باير ليفركوزن الموسم الماضي خلف الدولي الألماني كريم بلعربي برصيد 7 تمريرات حاسمة، وهو رقم لم يصل إليه أي من لاعب دورتموند خلال الموسم الماضي، ما يجعله مرشحا بارزا للعب أساسيا هذا الموسم.
نضيف إلى ذلك أن دورتموند سيستفيد من الطريقة الناجحة التي يقرأ فيها كاسترو سير المباريات، فهو صاحب رؤية ثاقبة وتحليل منطقي لأداء وتحركات زملائه، كما أنه يتمتع بصفات القائد الناجح على أرض الملعب، ويمكنه تمرير الكرات مهما ضاقت المساحات ليهيئ لزملائه كرات سانحة للتسديد من خارج منطقة الجزاء.
لا يتمتع كاسترو بقامة طويلة (171 سم)، لكنه مميز بقوة بدنية ولياقة عالية تمكناه من الأداء بنفس الوتيرة طوال أحداث المباراة، ما يعيبه هو قلة أهدافه، لكن لن ينظر أحد إلى هذه الناحية طالما قدم الدعم اللازم للخط الخلفي وربط بينه وبين أصحاب النزعة الهجومية داخل الملعب.
الإختبار الأول لن يكون سهلا بالنسبة لكاسترو، فهو مرشح للعب في الجولة الأولى السبت أمام بروسيا مونشنغلادباخ، الذي احتل المركز الثالث على سلم ترتيب البوندسليغا الموسم الماضي، ليتأهل إلى دور المجموعات من مسابقة دوري أبطال أوروبا هذا الموسم، لكن إذا ما أراد اللاعب صاحب الأصول الإسبانية تثبيت مكانه بين أساسيي دورتموند في حال شارك بالمباراة، فعليه التغلب على نفسه والظهور بصورة تنال إعجاب الجمهور وتنتزع الآهات على مدرجات (سيغنال إيدونا بارك).