كثر الكلام حول تذبذب أداء الدولي الأرميني هنريخ مخيتاريان مع بوروسيا دورتموند الألماني في الموسمين الماضيين، لكن لاعب شاختار دونتسك السابق عاقد العزم على إسكات منتقديه مع انطلاقه كالصاروخ في بداية الموسم الحالي بأداء خلاب توجه بأهداف غزيرة.
ويرتاح مخيتاريان (26 عاما)، بدوره الجديد مع مدرب بوروسيا دورتموند توماس توخيل الذي خلف مواطنه "المحبوب" يورغن كلوب، وشق طريقه ليصبح لاعب الوسط المهاجم الأول في الفريق، عبقرية مخيتاريان ظهرت في مباراة فريقه الأولى بالدوري الألماني هذا الموسم أمام بوروسيا مونشنغلادباخ، حيث قاد فريقه للفوز برباعية نظيفة أحرز منها هدفين، ثم سجل هدف فريقه الرابع في الفوز العسير الذي حققه دورتموند على اود غرينلاند 4-3 بذهاب الدور التمهيدي الحاسم من مسابقة الدوري الأوروبي، وكان قبلها قد هز شباك تشيمنتزر في كأس ألمانيا إضافة إلى "هاتريك" في مرمى فولفسبرغ النمساوي بالدور التمهيدي السابق من الدوري الأوروبي، ليبلغ مجموع ما سجله من أهداف إلى 7 في أول 5 مباريات رسمية للفريق هذا الموسم، وهو ما دعى الموقع الإلكتروني الرسمي للدوري الألماني لإعداد تقرير موسع عن المتغيرات الإيجابية التي رفعت من شأن اللاعب.
الإصابة التي ألمت بمخيتاريان الموسم الماضي أسهمت في هبوط كارثي بمستوى بوروسيا دورتموند في الموسم الأخير بقيادة كلوب، وها هو الآن يبدأ الموسم الجديد جاهزا بدنيا ونفسيا، وقال في تصريحات صحفية أن مدربه الجديد توخيل له أكبر الأكثر في تألقه مؤخرا، وأضاف: "المدرب قدم لي التشجيع والدعم منذ البداية وزاد من ثقتي بنفسي".
أما توخيل نفسه فصرح لـ"راديو 92.1": "لقاؤنا الأول كان مباشرا وصريحا وانسجمنا سريعا، أحببت دائما أسلوب لعبه والشعور الذي يمنحه داخل الملعب".
يصف توخيل نجمه مخيتاريان بأنه لاعب يتمتع بأسلوب "سوداوي وخلاق في آن واحد"، وهو الأمر الذي أثار فضول المدرب لكي يعمل مع لاعبه سريعا ويمنحه موقعا للفريق يمكّنه من الإستفادة بأكبر شكل ممكن من هذه الصفات الفريدة، وبالفعل بدأ مخيتاريان يتعود على أسلوب مدربه الجديد وصار يتحرك بين منطقتي الوسط والجهة اليسرى، أي عكس ما كان يقوم به تحت لواء كلوب عندما التزم بالجهة اليمنى.
من المبكر المقارنة بين أداء مخيتاريان في عهد كلوب وأيامه الأولى تحت قيادة توخيل، إلا أن الأمور تبدو مبشرة، لم يكن موسم الدولي الأرميني الأول مع دورتموند سيئا، سجل 9 أهداف وصنع مثلها في الـ"بوندسليغا"، وفي الموسم الثاني أضرت به الإصابة كثيرا كما أن مستوى الفريق هبط ككل ما دعا كلوب للإستقالة من منصبه بحجة أن دورتموند يحتاج لمدرب "مناسب له بنسبة 100%"، وهو الأمر الذي استفاد معه مخيتاريان كثيرا واصفا توخيل بأنه "الإضافة المثالية لدورتموند".
ينظر توخيل إلى طبيعة عمله كمدرب على أنه "مقدم خدمات"، ومن أهم العبارات التي يؤمن بها في عمله هي "لا يمكنني الفوز بالمباريات لوحدي، لكن بالتأكيد يستطيع اللاعبون الفوز بدوني"، تكمن أهمية مدرب ماينتس السابق في استخراج الأفضل من لاعبيه وجعلهم يعرضون أفضل ما لديهم على أرض الملعب.. تماما كما يحدث مخيتاريان.
اللاعب الأرميني يستمتع حاليا بفترة نجاح لا يمكن التوقف عندها إذا ما أراد قيادة فريقه للألقاب في نهاية الموسم، وهو يدرك أن فترة التألق هذه قد لا تستمر طويلا، وقال ذات مرة في مقابلة مع صحيفة "فيستدوتش ألغميني زيتونغ": "ليس بمقدروك أن تتوقع استقرارا ثابتا مدى للحياة، يحب أن تكون قادرا على التأقلم مع الفترات السيئة أيضا.. المشاكل تجعلك أقوى".
الرئيسية 
اليومية
